المذيع: أنا سأتعرض لهذه الأدلة، ولكن عندي تساؤل مهم سوف أطرحه عليك ونفكر فيه سوياً: هل تستطيع إسرائيل -كما يقول بعضهم- في غضون يوم أو يومين أن تنهي جميع ما يسمى بـالضفة الغربية أو قطاع غزة من الوجود، ولكن يمنعها بعض الضوابط، وبعض التفكيرات، وبعض الترتيبات -دعنا نقول- السياسية التي تسعى لها إسرائيل، فبقدرتها العسكرية كما يقول هؤلاء الذين سأطرح وجهة نظراتهم كما قلت لك: لكن أستأذنك في أن تكون الإجابة بعد الفاصل....
المذيع: ابنك بين يديك ينعم في بيتك الآمن وهو يرى والديه صباح مساء، لكن أطفال فلسطين ينامون ويتوجهون إلى المدارس تحت أزيز الطائرات وأصوات المدافع، ماذا عن أطفال فلسطين؟ كيف حال أولئك وكيف يعيشون؟ أستأذنك في أن أنقلك من نعمة ورغد العيش مع أطفالك لنشاهد تقريراً عن أطفال فلسطين ......
ها هي صورة أطفال فلسطين، كل يوم محمد الدرة يمر أمام ناظرينا، وأنت تنعم ومعك أطفالك، هل فكرت في مثل هذا التقرير؟
أهلاً بك فضيلة الدكتور! لقد شاهدت التقرير معنا فماذا ستقول؟
الشيخ: نعم. في الحقيقة وإني أقول: الحمد لله على كل حال، والمؤمن يقول: الحمد لله دائماً وأبداً، وإن ما نراه من هذه المناظر ليؤكد الحقيقة التي ندعو إليها، ونرجو أن تتفهم على أعلى مستوى في هذه الأمة، وهي أنك ترى هؤلاء الشباب .. العمر عمر أطفال ولكن التحدي تحدي رجال.
هذه المناظر وأمثالها تؤكد نظرية قيلت من غير المسلمين، بل من خبراء عسكريين يهود: أن هذه الانتفاضة لا نظير لها في التاريخ، فهي أقوى انتفاضة يشهدها التاريخ، الأم الفلسطينية هي أقوى أم في كل حروب التحرير في العالم، والطفل الفلسطيني هو أقوى طفل في كل حروب التحرير في العالم.
وإذا أخذنا مثالاً ورجعنا إلى النظرية اليهودية التي تنبني على أحداث التوراة وعلى كلام التوراه، يقولون ويعتقدون أن جالوت كان جباراً باطشاً ... إلخ، وقصته في القرآن ثابتة؛ لكن هذا في التوراة، وأن داود عليه السلام استطاع بالمقلاع أن يغلب جالوت (بالحجر) ورسخت عندهم في التوراة قضية أن الضعيف يغلب إذا كان الحق معه، ولو لم يكن معه إلا الحجر مقابل العدو، وليكن معه من العدة والعتاد ما يكون.
وهذا المشهد يتكرر الآن ولكن بالعكس، فداود الآن يمثل الطفل الفلسطيني المؤمن المسلم الذي يرمي الدبابة بالحجر، وجالوت هو هذا الطاغوت شارون، قائد الدبابة المجرم، هو الذي يمر فوق جثة الفتاة الأمريكية لأنها تقول: لا لهدم البيوت على أطفالها ونسائها، وهي ليست مسلمة وجاءت من نشطاء السلام، حركتها عاطفة معينة.
ولذلك المقلاع القديم سوف يتحقق ويعاد، وينتصر المقلاع الحديث الذي بدأ بالحجر ثم تحول الآن -ولله الحمد- إلى تدمير دبابة (ميركافا) وهي أخطر دبابة في العالم، فلم تعد القضية قضية حجر، فالحجر تطور وفي خلال سنوات قليلة جداً، وهو عمر لا يكاد يذكر في تاريخ تحرير الشعوب، كم حاربت شعوب كثيرة في العالم! كم ضحت!
هذا إلى جانب قضية أخرى ينبغي ألا تفوت، وهي أن الانتفاضة المباركة ليست فقط لقداستها ولكرامتها على الله، ولما اختص الله هذه الأرض من خير ومن...، نقول: بالأرقام وبالنسبة العددية هي أقل انتفاضة في تاريخ العالم خسائر، وأنا أسوق هذا الكلام لمن يراهن ويقول: إن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يفعل ويفعل...
المذيع: السؤال الذي قبل هذا، وهو أن إسرائيل تستطيع ولكن يمنعها بعض التوجهات السياسية أو بعض الترتيبات ووجهات النظر التي ربما تحسبها الإدارة الأمريكية؟
الشيخ: يمكن ضمير؟!!